responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 167
إذ هم أمثالكم إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ ايضا يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وفائدة القتال وَربحه عائد بكم إذ أنتم تَرْجُونَ مِنَ فضل اللَّهِ بانتصار دينه وإعلاء كلمته ما لا يَرْجُونَ أولئك المسرفون المفسدون فما لكم تضعفون وتجبنون عنه وَكانَ اللَّهُ الموفق لكم على القتال والآمر به عَلِيماً بقوتكم ومقاومتكم حَكِيماً فيما أمركم به ونهاكم عنه فاتخذوه سبحانه وقاية لأنفسكم وفوضوا أموركم كلها اليه وامتثلوا بجميع ما أمرتم به طائعين راغبين.
ثم قال سبحانه إِنَّا أَنْزَلْنا من مقام جودنا وإحساننا إِلَيْكَ يا أكمل الرسل الْكِتابَ الفارق بين الحق والباطل ملتبسا بِالْحَقِّ الصريح لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بالعدل الذي هو صراط الله الأعدل الأقوم سيما بِما أَراكَ اللَّهُ اى قد عرفك واوحى إليك به يا أكمل الرسل وَبالجملة لا تَكُنْ أنت بنفسك لِلْخائِنِينَ اى لأجلهم ورعاية جانبهم خَصِيماً زعيما لأهل البراءة في حال من الأحوال وامر من الأمور
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ المنتقم الغيور سيما من رمى البرئ والميل الى الخائن الغوى البغي إِنَّ اللَّهَ المطلع لضمائر عباده قد كانَ غَفُوراً لمن استغفر له رَحِيماً لمن أخلص في استغفاره. نزلت في طعمة ابن أبيرق من بنى ظفر سرق درعا من جاره قتادة ابن النعمان هو في جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه واودعها عند زيد بن سمين اليهودي فلما وقف قتادة ظن انه عند طعمة وطلب منه فأنكره وتفحص في بيته فلم يجدها وحلف ايضا ما أخذها وما له بها علم وخبر فتركه واتبع اثر الدقيق حتى انتهى الى منزل اليهودي فوجدها في بيته فقال اودعها عندي طعمة وشهد له ناس من اليهود فقال بنو اظفر انطلقوا بنا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فالتمسوا منه صلّى الله عليه وسلّم ان يجادل عن صاحبهم وقالوا له صلى الله عليه وسلّم ان لم تجادل عنه هلك وافتضح فهم رسول الله ان يميل ويفعل ما التمسوا مداهنة ومجادلة فجاء جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية فندم صلّى الله عليه وسلّم عما هم واستغفر ورجع وتضرع
وَلا تُجادِلْ
يا من أرسل بالحق على الحق مع المحقين عَنِ
جانب المبطلين سيما الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ
باقتراف الخيانة ونسبتها الى الغير افتراء إِنَّ اللَّهَ
المرسل لك على الحق بالحق لإظهار الحق وتغليبه على الباطل الزاهق الزائغ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً
مقترفا للخيانة مبالغا في اقترافها أَثِيماً
معزيا لغيره تنزيها لنفسه عند الناس استخفاء منهم وهم من غاية حمقهم وجهلهم
يَسْتَخْفُونَ
خيانتهم مِنَ النَّاسِ
مع بعدهم عنهم وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
والرقيب المراقب عليهم اقرب إليهم من وريدهم إِذْ يُبَيِّتُونَ
اى يلبسون ويزورون ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ
اى ما لا يرضى الله من القول الكاذب ورمى البرئ وشهادة الزور والحلف الكاذب وغير ذلك وَكانَ اللَّهُ
المطلع بسرائرهم وضمائرهم بِما يَعْمَلُونَ
من أمثال هذه الأباطيل الزائقة مُحِيطاً
علمه بها لا يعزب عن علمه شيء منها
وبالجملة ها أَنْتُمْ
ايها المجادلون المبطلون هؤُلاءِ
الخائنون المفترون قد جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
فسترتم ما عرض لهم من الخيانة والعار في هذه الدار فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ
المنتقم الغيور عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
ومن يستر زلتهم عنه سبحانه فيها أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
يظاهرهم وينقذهم من عذاب الله وبطشه يومئذ
وَ
بالجملة مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
اى معصية متعدية يسوء به غيره رميا وافتراء أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ
بالخروج عن حدود الله بلا تعدية الى الغير ثُمَ
بعد ما تفطن بوخامة عاقبته يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
الغفور الرّحيم بالتوبة والندامة الناشئة عن محض الخلوص والتيقظ يَجِدِ اللَّهَ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست